قصر سلمى: حصن تاريخي في المملكة العربية السعودية
.jpg)
يقع قصر سلمى في البديع الشمالي، المملكة العربية السعودية، وهو موقع تاريخي بارز يعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي. بُني هذا القصر بناءً على أوامر الأمير حماد الجميلي، وكان بمثابة قلعة دفاعية ضد منافسه الشريف حسن بن أبي نمي. كانت عملية بناء القصر ردًا على تهديد عسكري كبير، عندما أرسل الشريف حسن جيشًا ضخمًا مكونًا من 50,000 جندي لغزو أراضي الأمير حماد. استمر الحصار لمدة 40 يومًا، لكن المهاجمين تراجعوا في النهاية، غير قادرين على اختراق دفاعات القصر القوية.
يتميز قصر سلمى بجدرانه المصنوعة من الطين، التي ترتفع حوالي 10 أمتار وسماكتها تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أمتار عند القاعدة. هذه التحصينات، إلى جانب شكله السداسي الفريد، تؤكد على غرضه العسكري. يحتوي القصر على خمسة أبراج مراقبة في كل زاوية، مزودة بنوافذ مثلثية، وخندق مرئي كان يحيط بمحيطه.
من الناحية المعمارية، يعرض القصر منافذ مثلثة على جدرانه، مما يخلق أنماطًا بصرية لافتة. الأسقف مصنوعة من سيقان النخيل والقش المدعومة بعوارض من أشجار النخيل، مما يعكس طرق البناء التقليدية في المنطقة. على الرغم من أن أجزاء من الهيكل أصبحت الآن غير قابلة للوصول بسبب تدهور المواد، إلا أن بقايا عظمتها لا تزال قائمة.
من المحتمل أن يكون اسم "سلمى" مشتقًا من الروابط القبلية المحلية، وبالتحديد من قبيلة الجميلي الهلالية، المعروفة بإخوان سلمى. لم يكن القصر مجرد حصن عسكري، بل رمزًا للصمود في مواجهة التهديدات الخارجية.
وعلى الرغم من هجره، لا تزال علامات السكن الماضي موجودة، بما في ذلك مآخذ الكهرباء البدائية، مما يشير إلى أن القصر كان مأهولًا حتى وقت قريب نسبيًا. بينما العديد من الهياكل داخل القصر الآن في حالة خراب، لا تزال بعض الغرف تُستخدم كإسطبلات للحيوانات.
يقع قصر سلمى عند تقاطع طريقين ريفيين، مما يجعله سهل الوصول بالسيارة. تاريخها الغني ومعمارها الفريد يجعلانها وجهة مثيرة للاهتمام لمن يهتمون بالتراث السعودي والعمارة.
باختصار، يقف قصر سلمى كشهادة على تاريخ المنطقة، عارضاً براعة الهندسة المعمارية والتخطيط العسكري الاستراتيجي في ذلك الوقت.
معرض الصور
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)