موقع هجر الأثري: كنز من المملكة النبطية

الوسوم: طبيعة
blog-img

يقع موقع هجر الأثري، المعروف أيضًا باسم مادائن صالح، في قلب الصحراء العربية، ويعد شهادة رائعة على حضارة النبطية القديمة. يعد هذا الموقع، الذي يُصنف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، في المملكة العربية السعودية، ويتميز بوجود أكثر من 100 قبر ضخم منحوت في الصخور، مما يعكس مهارات العمارة والغنى الثقافي للنبطانيين.

كانت هجر ثاني مدينة في مملكة النبطية، التي ازدهرت من خلال طرق تجارة القوافل التي تربط بين جنوب الجزيرة العربية ووادي الأردن. بينما تُعرف البتراء، عاصمة المملكة، أكثر، إلا أن هجر تحمل أهميتها الفريدة. ظل الموقع نابضًا بالحياة حتى الاحتلال الروماني في عام 106 ميلادي، بعد ذلك تراجع استخدامه مع تحول التجارة نحو الموانئ على البحر الأحمر.

يُعرف الموقع بشكل رئيسي بقُبوره المذهلة المنحوتة في الصخور، حيث تحتوي على 131 هيكلاً خدم معظمها أغراض جنازية. من بين هذه القبور، يبرز قصر الفريد، المعروف بـ "القلعة الوحيدة"، الذي يقف معزولًا على صخرة ضخمة، مما يُظهر براعة النبطانيين في فنون الحجر. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي هجر على منطقة عبادة تُعرف بـ الديوان والسِق، وهو ممر ضيق محاط بصخور كبيرة، يحتوي على مذابح صغيرة تعكس المعتقدات ما قبل الإسلام للنبطانيين.

على الرغم من عدم تمتعه بعظمة البتراء، إلا أن هجر تُعتبر واحدة من أكثر المواقع الأثرية غموضًا في شبه الجزيرة العربية. تدعو المناظر الطبيعية الصحراوية القاحلة، المقطوعة بصخور كبيرة ونقوش معقدة، للاستكشاف والإعجاب. اعتبارًا من عام 2022، يجب تنظيم الزيارات إلى هجر من خلال مركز المعلومات في منتزه العلا الشتوي، لضمان الحفاظ المستمر على هذا الكنز التاريخي.

يقدم موقع هجر الأثري لمحة مثيرة عن حياة وثقافة النبطانيين. مع تاريخها الغني ومعمارها المذهل، تعد وجهة لا بد من زيارتها لأولئك المهتمين بالحضارات القديمة ومساهماتها في تاريخ البشرية. تظل هجر جوهرة مخفية في المملكة العربية السعودية، تستمر في إلهام الدهشة والفضول بين الزوار والباحثين على حد سواء.